داليا عطية
قد يتساءل بعض المدراء لماذا تنخفض إنتاجية إدارتي وتستمر في الإنخفاض بالرغم من المجهودات التي أبذلها لتحفيز الموظفين. والحقيقة أن هناك أسباب خفية قد لا يلحظها المدير ولكنها تظهر من الحين للآخر عن طريق ترديد بعض العبارات على لسان الموظفين مثل : (أنا لا أعلم ما هو المطلوب مني بالضبط، أنا أشعر أني أعمل لدى المدير، أنا لا أحصل على التقدير الكافي) وعبارات أخرى. ولا يخفى علينا أنه ليست كل المكافآت مادية، بل إن المكافآت المعنوية قد يكون لها تأثير أعمق من مثيلاتها المادية.
ومن تجربتي الشخصية ومن خلال دراستي علم الإدارة، سأسرد لكم بعض أسباب انخفاض الحافز الذاتي لدى الموظف وبالتالي انخفاض الروح المعنوية العامة ومن ثم الإنتاجية.
· عدم تحديد معالم واضحة لمهام الوظيفة Job Description
إذا سمعت عبارة (أنا لا أعلم ما المطلوب مني بالضبط) فاعلم أن هناك خلل ما، إما في الوصف الوظيفي job description أو في التواصل بينك وبين مرؤوسيك. إن عدم تحديث الوصف الوظيفي وعدم وصول المعلومة بوضوح لن يؤثر فقط على كفاءة وإنتاجية الموظف بل وقد يخلق مشكلة يصعب حلّها وقت مناقشة التقييم السنوي. ولذلك اعمل على ايصال المعلومة بوضوح شديد والتأكد من أن الجميع على دراية بالمطلوب. أيضاً فيما يخص الوصف الوظيفي فيجب تحديثه بشكل دوري كي يتناسب مع المهام الحالية للموظف. وضوح التعليمات يُعزّز ثقة الموظف بنفسه ويحسّن من أداءه.
· عدم وجود رؤية مستقبلية واضحة Vision يعلمها جميع العاملين ويتشاركون في إنجاحها
وهذه مهمة الإدارة العليا. فمن خلال خبرتي كمديرة بإحدى المؤسسات العالمية، وجدت أن تواصل الإدارة العليا مع الموظفين بشكل دوري يُعزّز من إحساس الموظف بأنه جزء من المنظومة وشريك في النجاح مما يُساعد على تحفيز الموظف لبذل طاقته لإنجاز العمل.
· الملكية Ownership
يتم تداول هذا المصطلح كثيراً داخل بيئة العمل ولكن لا يعلم معظم المدراء كيفية تطبيقه. فيعتقد البعض أن متابعة سير العمل بشيء من البُعد يكفل للموظف حرية اتخاذ القرار ويُعزّز لديه الإحساس بالمسؤولية. ولكن الحقيقة أنّ الموظف يظل يستشعر ظلّ الرئيس في كل خطوة ويفقد إحساسه بأنّ هذه المهمة ملكيته الخاصة. ما يجب أن يحدث هو أن تُعطي للموظف المهمة مع الإتفاق على اجتماعات دورية لمناقشة تقدم المشروع أو المهمة. بهذا يشعر الموظف أن مسؤولية إنجاح المهمة تقع بالكامل على عاتقه ومن ثمّ يبذل المجهود الكافي لإنجاح المشروع أو المهمة.
كل ما سبق له علاقة بالإدارة ولكن هناك سبب آخر فريد من نوعه وهم من أُطلق عليهم :
· هادمي اللذات
وهذا نوع آخر متفرد من الموظفين. هم لا يعانون من مشكلة بعينها ولكنهم ساخطين على الوضع العام باستمرار، ولا يدخروا وُسعاً للتعبير عن سخطهم بكل الوسائل. هؤلاء يمارسون الضغط على زملائهم بكثرة الشكوى ويظلون هكذا حتى تنتشر تلك الروح العدائية الكارهة بين الموظفين ويعمّ السخط ومن ثم تنخفض الروح المعنوية العامة. ويجب مواجهة هذا النوع من الموظفين والتنبيه عليهم بالإحجام عن مثل هذه الممارسات حيث أنها ستؤثر بالسلب على تقييمهم السنوي.
مجلة الكتابة الإبداعية ا مايو- العدد السادس 2022